أصبحت أخبار التقنية تشكل جزءاً كبيراً من يومنا، لدرجة الهوس الذي لا يطاق! حيث ما ان يطرح منتج تقني جديد بالسوق وإلا قد بدء الحديث عن الجيل القادم منه من قبل الناس، وأساسه الإعلام، لن أقول ان الإعلام التقني مملوك من الشركات التقنية الكبرى وهم من يسيرون مجرى هذا الهوس ولكن لن استبعد ذلك.
حيث التطور الحالي هو تطور أناني واقتصادي للشركات، فمثلاً الأبن المدلل للإعلام “شركة أبل” تصدر منتجها الرائع والجديد على السوق في عام 2010 وهو الأيباد، جهاز رائع ومبهر، ولكن تنقصه أشياء أساسية كالكاميرة الأمامية وهذا النقصان سيء للمستهلك مفيد لأبل،لأنه أولاً أرخص للأنتاج، وثانياً عندما تريد الشركة طرح المنتج التالي، ستجعل الكاميرة الامامية كميزة أساسية في الجهاز وتتباهر بروعتها، ولا ننسى دور البهارات من ذلك.
تطور التقنية يأخذ منحنى خطر، فلا يدري أحد مدى خطورته ولكن ما إن شركة ريادية تبدأ بعمل تقنية جديدة، تبدأ جميع الشركات بالعمل وإسراف الملايين على تقنية منافسة او شبيها لها ولا تكون إبداعية، انما تريد المنافسة، والعمل على مبدأ يدٌ تعمل ويد تغطي العين. خذ على سبيل المثال التأثير “السلبي” من وجهة نظري في الحوسبة الإلكترونية، فأصبحت الأجهزة والانظمة والألعاب تعتمد بشكل أساسي على الإنترنت ونحن إلى الآن لم نوفر الشبكة الامنة الكاملة والثابتة للمستخدمين، فنظام الموانتين لايون من أبل بدون الانترنت هو عبارة عن اللايون، الويندوز 8 بدون الانترنت هو عبارة عن ويندوز 7 مع ألوان فاقعة ونظام وجهاز قوقل الكروم بدون الإنترنت يجعله مجرد خردة على المكتب وقس على ذلك.
أما الأجهزة الحالية الأكثر تداولاً كالايفون، تريد عقد نكاح مع خدمة سحابية كالاي كلاود، واجهزة الاندرويد مع قوقل درايف وهكذا. قد لا يكون هناك عيب في هذه التقنيات، ولكنها غير متزامنة مع امكانيات جميع الدول في العالم لخدمات الانترنت. ولكن فرضها في هذا الوقت يعجل التطور التقني للشبكات والانترنت، فهذه إيجابية تصب في صالح هذه التقنيات السحابية.
فرض التقنية هو شيء سيء ويعبث القهر والشعور بالخيانة من قبل الشركة الموالي لها، فأنا على سبيل المثال مستخدم لنظام الويندوز وموالي له، واتمنى من كل تطور لهذا النظام أن يجعله أفضل من سابقه، ولكن مع التطور الحالي لويندوز 8، فأنه يشعرني بالغثيان، حيث انه واجهة الميترو في الونيدوز 8 يعتمد 90 بالمئة على الانترنت كما ذكرت سابقاً، واصبحت واجهة إستخدامه سهلة جداً على الطفل ذو الخمس سنوات، وبيئته غير صديقة للبرمجة وصناعة المواقع عليها. قد أكون قسيت بعض الشيء عليه ولكن هذا هو الواقع، ذكرت سابقاً هوس السباق والتنافس لفكرة شركة ريادية، هذا ما تفعله مايكروسوفت حالياً، فإنها تصارع المهيمن على سوق الاجهزة اللوحية أبل ومنافستها الوحيدة أجهزة الاندرويد، فمايكروسوفت لم تدخل هذا السوق حتى الآن!
وبما ان مايكروسوفت تمتلك 90 بالمئة من حصة السوق للأجهزة المكتبية (ومنها المحمول “اللابتوب”) فكانت خطتها رائعة وخبيثة، وهو تحويل أنجح نظام تشغيل في العالم إلى نظام لوحي وطفولي، فيساعدها على الدخول إلى السوق بشكل قوي.
قد يقول البعض لا تحدث إلى النظام الجديد، فسأرد واقول هذا ما سيحدث، ولكن عند مرور سنتين عندها لا يكون ويندوز 7 مواكباً لبعض التقنيات الرائعة، وعندما يخطر في بالي شراء جهاز كمبيوتر لن أخير بنظام معين، إنما سيفرض علي نظام ويندوز 8، وحتى وان ظليت استخدم ويندوز 7، وبعد مرور سنتين آخرى، من مصلحة مايكروسوفت إيقاف الدعم للنظام لجعل المستخدمين أمثالي ينتقلون رغماً عن أنفهم للنظام التالي ألا وهو ويندوز 8 للإطفال.
شكرا على الموضوع
ردحذف